السودان0 وباى حال عدت ياعيد

كغيره من الاعياد التى مرت على بلاد السودان ياتى هذا العيد بمتغيرات جوهرية فى تاريخه0 فالجنوب
الان اصبح دولة مستقلة وقائمة بذاتها بينما تصارع درافور هى الاخرى للانفصال عن البلد الام. وهناك
ما زال القتال مستمرا بجنوب كردفان والنيل الازرق ولا حياة لمن تنادى0 فمتى يعيد اهل السودان كغيرهم
من البلدان وبدون حروب ونزاعات ومتى يشعر المواطن السودانى بانه قد ذاق طعم العيد الحقيقى ولو
لحين00 فهل نحن مكتوب علينا ان نظل هكذا الى الابد0 وما العيب فينا ان لم يكن فى الاخرون0 ولماذا
تتمادى الحكومة فى اثارة الفتن بين ابناء الوطن الواحد0 وهل فقدنا الصواب فى حلول مشاكلتنا حتى تاتينا الحلول من الخارج0 وهل الذين يحملون السلاح فى وجه الحكومة متمردون على ما تقول الاخرى0 واخيرا هل بلادنا تستاهل كل هذه المتاهات والحروب والفتن0 ومن المسئول عن كل هذه المشاكل التى اقعدت التنمية
فى بلادنا0 وهل الانقاذ هى السبب المباشر فى تاجيج كل هذه الصراعات0 وبهذا تكون قد وجدت لنفسها من الاعزار ما يجعلها تجسم على كرسي السلطة0 ولو على حساب كرامة شعبها وحقوقهم التى اضحت
تعبث بها باسم الدين والذين من تسميهم المتامرون على على البلاد0
عشرون عاما ونيف ونحن لا نسمع غير ذلك والشعب فى كل يوم تزيد معاناته اضعافا مضاعفة ولا شئ من
الحلول يلوح فى الافق0 قتل مشروع الجزيرة باكمله ولم تبقى منه الا الاطلال الخاوية التى ينعق فيها البوم
ولا جديد عنه يذكر0 بل وفى غضون الايام القليلة القادمة سوف تجلب الحكومة مئات الالاف من المزارعيين المصريين ليحلوا مكان اصحاب وملاك الاراضى فيه ولكن بمسمى اخر يقال لها النفرة الزراعية0 ولكن المقصود الاول والاخير هو اهل الجزيرة وعلى وجه الخصوص ابناءها الذين اصبحوا يشكلون اكبر هاجسا لهذه الحكومة
كيف لانهم على درجة عالية من التعليم على قرار بقية الولايات الاخرى لذلك لم يهدا ولم يرقد جفن لهذه
الحكومة الا بعد ان تنتهى من هذه الولاية وهذا لا يتم الا بقتل هذا المشروع والى الابد وقد نجحت الانقاذ فى ذلك وبكل جدارة0عموما فالمشهد اليوم فى السودان لا يحمل نبرة ا لتفاؤل ولا يعطى المواطن العادى والبسيط وما اكثرهم الامل فى غد مشرق ومزدهر بحيث يعم السلام ربوع البلاد وتتوفر للمواطن سبل الحياة الكريمة وان يجد الخدمات الضرورية متى ما ذهب فى طلبها وبدون عناء وتعب كما هو حاصل اليوم 0 ولنكن صريحين مع انفسنا اولا ونحن نستقبل هذا العيد0 ونقول هل نحن فعلا مقتنعين ومرتاحين نفسيا لهذا العيد وبما جاء به وخصوصا ان الاسواق فى بلدنا قد صار لها لهيبا اخر واول من يكتوى به هو ذات المواطن الكادح والمغلوب على امره0 فكيف بالله عليكم ان يتذوق امثال هؤلاء لطعم العيد0 والبلاد ما زالت تحت وطاة كل هذه المشاكل المستعصية التى يرقد ويصحى عليها كل شعبي الطيب والمسكين0 وكان العيد هو الاخر يعد اضافة عبئ اخر عليهم ولا شعور بطعم له ولا احساس به0 وكان الله فى عون بلدنا وشعبنا ونساله فى هذا اليوم ان يجنب البلاد شر الفتن وان يعم السلام والامن كل ربوعه0 وان يرحم هذا الشعب برحمته0
والله المستعان0